نشأت في كنف عائلتي في الإمارات المتحدة، كانت الحياة رتيبة ومملة، لولا ليالي السهر والسمر مع الأصدقاء ولعب أوراق الكوتشينة، والتي تطورت شيئاً فشيئاً لتصبح أكثر من مجرد لعبة بل تحدٍ بيني وبين أصدقائي على تحقيق الفوز. وما يتبع كل فوز من جولة الاستهزاء بالخصم وإطلاق النكات من الفريق الفائز.
لا أخفيكم دائماً ما كنت أطمح للمزيد، كنت مولعاً بأفلام السينما، صراعات المافيا ومشاهد صالات القمار وأبطالي المفضلون يتحلقون حول طاولة البوكر.
ثم ها هي الدنيا تفتح ذراعيها لي، معلنة بدء الرحلة، ما إن بلغت الثامنة عشر حتى قررت السفر إلى الولايات المتحدة.
الحياة في الولايات المتحدة كانت تجربة مفعمة بالإثارة والمتعة، لقد أمضيت نحو ما يقارب 10 سنوات مقيماً في الولايات المتحدة، في مدينة فيغاس. التي قد يسميها البعض مدينة الخطيئة وها أنا هنا أمنحها لقب مدينة الأحلام.
كنت خجولاً في البداية من إطلاق العنان لرغباتي والاستمتاع بالإثارة التي تحيطني من كل جانب. إلى أن قررت خوض المغامرة.
خطوتي الاولى
خطوت الخطوة الأولى في مسيرة المقامرة في الكازينوهات الليلية، مستمتعاً على نحو لا يصدّق بصالات القمار المتنوعة وضجيجها ورائحة السجائر، أجواء لا تُنسى من الإثارة.
في مسيرة المقامرة في الكازينوهات الليلية، مستمتعاً على نحو لا يصدّق بصالات القمار المتنوعة وضجيجها ورائحة السجائر، أجواء لا تُنسى من الإثارة.
في البداية وكأي مبتدئ جربت ألعاب السلوتس أو ما يُسمى ماكينات القمار، كانت تجربة لا بأس بها إلا أنها لعبة حظ بالمطلق، إلا أنني كنت دائما أميل للألعاب التي تتطلب استراتيجيات معينة للعب، كنت حاد الذكاء مولعاً بالتحديات، ولا يرضيني سحب ذراع ماكينات القمار وانتظار النتيجة، لذلك لم تلبِ ألعاب السلوتس غايتي، فكنت منجذباً للعبة البوكر على نحو كبير.
كنت أتبع خطى أبطالي المفضلين، لربما، أو لربما فقط أطمح التحديات والمواجهات الصعبة مع اللاعبين. كنت أقصد الكازينو في عطلة نهاية الأسبوع، كنت أطوي الأسبوع تلو الأسبوع متشوق للعطلة والإثارة، وككل بداية فقد تعثرت قداماي في البداية، وتكبدت خسائر لا بأس بها، إلى أن أتقنت اللعبة وأصبحت مدركاً لكل الحيل والأسرار العميقة للعبة البوكر.
بحثت كثيراً عن أكثر الاستراتيجيات المستخدمة على الإنترنت ولم أجد الكثير، ضحيت بعطلة نهاية الأسبوع لمدة شهر وصببت كل اهتمامي على مراقبة اللاعبين لاكتساب الخبرة. وعدت لأجرب ما اكتسبته من معرفة وأوظفه لصالحي، وها هي حصيلة شهر من المراقبة وتدوين الملاحظات تؤتي أكلها، عدت لغرفتي في الفندق وفي حوزتي 2000 دولار غنيمتي تلك الليلة.
من يتذوق طعم الفوز مرة لا يشبع منه. خلال العشر سنوات التي أمضيتها في الولايات المتحدة كنت أقصد الكازينو كل ليلة سبت، عازماً على تذوق الفوز من جديد وكنت أفعل، باستثناء بعض الليالي التي لم يسعفني الحظ فيها.
شاءت الظروف أن أعود لأرض الوطن لظروف خاصة، كنت سعيداً بالعودة وسط عائلتي وأصدقائي، إلا أنني كنت أشعر بالحنين لكثير من مناحي الحياة التي كنت أتمتع بها أثناء إقامتي في الولايات المتحدة، ولعل أشدها كان رحلاتي نهاية الأسبوع إلى كازينوهات مدينة فيغاس.
وفي إحدى الليالي الكئيبة، تملكتني رغبة المقامرة بإلحاح فأخذت أتصفح الانترنت، وأخيراً وجدت ضالتي. كازينوهات أونلاين تتيح للاعبين المقامرة مقابل مال حقيقي وهم مسترخون في منازلهم، كان أمراً مدهشاً حقاً. وبدأ يخطر في بالي، لما لا أقوم بإنشاء موقع كازينو خاص للاعبين العرب، يقدّم لهم معلومات موثوقة عن الكازينوهات أونلاين كي لا يقعوا في فخ النصابين والمحتالين، يعطيهم نبذة عن ألعاب الطاولة وماكينات القمار، كيفية اللعب والجوائز والمكافآت التي يمكنهم الحصول عليها.
فأنا أعرف أن الكثير من أصدقائي وعائلتي يرغبون بالمقامرة ولا يسعفهم الحظ أو الوقت للسفر إلى فيغاس. ها هي الفكرة تنتهي بمشروع أتمنى أن يُكتب له التوفيق.